اسرع
وسيلة للإنتحار
بقلم : احمد غراب
عزيزي المواطن هل
فكرت بالانتحار والعياذ بالله ؟
مع "إصلاحاتنا
الاقتصادية" انتحارك أسرع.
هل تريد أن تموت
مسموما مثل روميو؟
أم بلدغة الكوبرا
السامة، مثل كليوباترا؟
تستطيع أن تقلد
مشهد النهاية في فيلم "عمر المختار" وتشنق نفسك، أو تصعد برج المواصلات
في التحرير وتلقي بنفسك من قمته.
تستطيع، أيضا، أن
ترمي بنفسك في بحر عدن والفرصة محدودة "قبل أن يحوشوه"!
قبل أن تفكر
بالانتحار ثق أن الحكومة لن تبكي عليك بل ستطالب أهلك بقيمة القبر ومتأخرات فواتير
الماء والكهرباء.
عرض حكومي مجاني
للانتحار بأسرع الطرق:
عزيزنا المواطن،
إدراكا منا لمعاناتك الأليمة مع الفقر والحرمان والجرعات الاقتصادية، والبطالة،
والفساد، والمحسوبية، والرشوة والقهر والتمييز في البعثات والوظائف فإننا نوفر
أمامك أحدث وسيلة للانتحار..
عزيزنا المواطن
أشترِ موتر (دراجة نارية)، وتخلص من حياتك.
عزيزنا المواطن
التضحية "خُلق نبيل"، ساهم معنا في التخفيف من الانفجار السكاني، واشترِ
"موتر" من أجل "يمن سعيد ومستقبل جديد".
في إحدى الجولات
لمحنا مشهدا مفزعا ظهر فيه رأس صاحب الموتر مسحوقا تحت إطارات "هيلوكس".
أحد المستشفيات
قال أنه يستقبل ما يقارب ست حالات يومية، من ضحايا الموترات.
اتصل بي سائق
حافلة من السجن وقال إنه تفاجأ بموتر في إحدى اللفات، فاصطدم به، وخسر مائتين
وخمسين ألف ريال لعلاجه، وتم حبسه. تصوروا أن أخ المصدوم هو أيضا معوق بسبب حادث
موتر، وقد تتفاجأون حين تعلمون أن هناك أخا ثالثا لهم رجله مبتورة بحادث "موتر"
أيضا، بمعنى أن نصف العائلة ضحايا "الموترات".
حوادث الموترات لا
تقتصر فقط على الأرواح البريئة التي تنزف تحت إطارات السيارات والحافلات
والناقلات، بل تتوسع لتشمل خسارات مادية طائلة تنفق على المستشفيات، حيث يضطر سائق
حافلة بسيط إلى بيع مصدر رزقه والاستدانة لكي يعالج صاحب "موتر" صدمه،
خصوصا وأن المرور يعتبر "الموتر" بحكم عابر سبيل.
المشكلة الحقيقية
هي أن الحكومة عاجزة عن توفير بديل معيشي لأصحاب "الموترات" يضمن لهم
عملا لا يدفعون ثمنه أرواحهم.
اذكروا الله
وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه
فسيح جناتك
من مقالات احمد غراب
/ عمود اتجاه الريح السياسية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق