الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

جمهورية " مضطرين " .. ( مقال )

جمهورية "مضطرين "
بقلم : أحمد غراب / وجهة مطر / عمودي اليومي في صحيفة الثورة
مضطر اكتب لكم هذا المقال وأنتم مضطرين تطنشوه أو تقرأوه.
ومضطر اقولكم ايضا ان عبارة " الشعب يريد ..." غير صحيحة
فالشعب مضطر والمضطر لايريد ولو ان الشعب اراد فعلا ما كان مضطراً لأن يقبل ما لايريد.
نحن وبلا اضطرار اكبر شعب مضطر بالعالم :
مضطرين نولع الثورة مثل حبة سيجارة ومضطرين نطفيها ونجيبها لهم يولعوها ويخمسوا بها تسوية .
الكيف لهم والدخان في رئة الشعب واللي يضبح منهم من الدخان يرمي بقية الحبة السيجارة في حطب الشعب الفقير اليابس فيولع حريقة في البلد.
مضطرين نبادر لهم بمبادرة وهم الذين لم يبادروا للبلد الا بالمصائب.
ومضطرين نتنازل عن حقوقنا في الترقية والمسؤولية لكي يتحاصصوا ويتقاسموا المناصب ويتوقفوا عن طحن البلد.
ومضطرين ندفع ثمن الازمة ولو ما معانا قيمة كدمة.
مضطرين نختلف ونجوع من اجل من اذا اتفقوا نهبونا وان اختلفوا طحنونا.
مضطرين ندفع ثمن تسلط الاحزاب على ثورة الشباب .
ومضطرين نشوف الاحزاب وهي تتقاسم في ما بينها كل شيء في الدولة وتمنح أتباعها المناصب دون غيرهم.
ومضطرين نقبل بحكومة محاصصة ومضطرين نتحمل عجزها.
مضطرين ندفع ثمن الفلتان والجهل والصراعات السياسية من حياتنا ولو حتى ما نجد ثمن الخبز لعيالنا.
مضطرين نتصارع من اجل متصارعين لم يصرعوا انفسهم بل صرعونا من قبل ومن بعد فأكلوا الثروات والثورات من بعدها.
مضطرين نرحل ويرحلونا بدلا من ان يرحلوا جميعا ويسكهونا .
مضطرين نقبل بالتسوية بينهم ونحن نفتقد المساواة بيننا .
مضطرين نرضى بالمحاصصة والتعيينات والاسترضاءات ونحن نكد ونعمل بلا حقوق ولا مكافات ولاترقيات.
مضطرين يحاسبونا على القرش الواحد ويرفعوا الاسعار علينا ويعكروا حياتنا وطرقنا ويحرمونا الضوء والماء وفرصة العمل وما نحاسبهم وهم الذين اكلوا الشعب لحما ورموه عظما .
مضطرين ندفع ثمن حروبهم وثمن حوارهم .
مضطرين ندفع ثمن الوحدة وثمن نهبهم للاراضي ومضطرين نقبل بالفدرلة والاقلمة.
مضطرين نقبل بكل حماقاتهم وكل موبقاتهم وكل تقاسماتهم ونصبر عليهم ولانصبر على بعضنا البعض.
مضطرين نغض الطرف عن فسادهم واموالهم ومشاريع هبشهم واستغلالهم حتى لو اعمانا الفقر ولم نجد ثمن ما نأكله.
مضطرين نصدقهم ونكذب انفسنا ونحن عارفين انهم كذابين.
مضطرين نمشي في طريق لانريده ونبصم على ما لا نؤمن به
ونبتسم في وجه من نكرهه.
مضطرين نتابع السياسة ونحن نتقيأ منها ومضطرين نتقبل نتائجها ايا كانت حماقاتها لا لشيء الا لأننا مضطرين نلاحق بعد لقمة العيش وشوية الماء والكهرباء.
.............
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق