الجمعة، 4 أكتوبر 2013
في وداع أبي ( أحمد غراب )
لو كان أبي عايش ماكان رضي اترك الكتابة ولو ليوم واحد !
واذا حدث وتوقفت عن كتابة عمود يسألني بعتاب شديد : يا احمد اشتريت الصحيفة ما حصلتك فيها ؟!! فألوم نفسي كثيرا.
تمنيت وأنا أحدق في نعشك أن تسعفني بنظرة أو بابتسامة صغيرة
أن ترد عليا بربع همسة أو ذرة تنفس..
حين دنوت من وجهك وقبلتك شعرت إنك شعرت بي .
فديتك يا اباه فديت شمك فديت وجهك الطيب فديت شعرك الشايب فديت يدك النحيفة التي كنت تمسح بها على راسي وترفعني عندما اجثو على ركبتك ونحن نخرج من الصلاة كل جمعة.
فديت التراب الذي تمشي عليه يا اباه فديت الهواء اللي كنت تتنفسه كيف اتنفس هذه الحياة وانت كل الاوكسجين وانت القلب والنبض والوريد وانت الدم الذي يجري في عروقي.
كيف لا افتقدك يا ابي وانت الذي كنت تهتم بكل تفاصيل حياتنا تصحو قبل الفجر لتراقب ماء المشروع لأنك تهم ما نشرب ، تتفقد كل صغيرة وكبيرة في البيت وتصلح كل شيء.
زرعت الحوش اشجارا وخضروات وفواكه .
لم تكن تغيب عن ذهنك شاردة ولا واردة عن مائنا أو قوتنا أو ضوئنا وكل مايخص حياتنا.
منذ سنوات وسنوات يا ابي لم أعرف عيدا بدونك فأنت نكهته وبهجته وفرحته حتى وانت في اشد ظروف مرضك كنت متألقا بوجودك وفعالا بحضورك وجذابا بطلتك البهية وانفاسك العبقة.
كيف تشتيني اكون احسن منك وانت اجمل ملك وما في مثلك ؟!!
لا احد يقولي لاتبكيش ، اذا ما بكيت على ابي فعلام أبكي
حاولت اعوضه في حياته عن جزء بسيط من كرمه وعطفه وحبه الذي اغرقني فيه ففشلت كنت كل مرة احاول فيها ان اعوض ابي اجدني احتاج اليه اكثر وأجده يحتويني بروحه ويمنحني المزيد والمزيد.
اللهم إن أبي في ذمتك وحبل جوارك، فقه فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحمد لله، اللهم اغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم إنه في ضيافتك، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم مد له في قبره مد بصره، اللهم أنزل على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور، اللهم أفسح له في قبره ونور له فيه برحمتك يا أرحم الرحمين.
اذكروا الله وبروا بوالديكم وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق